التغلب على المماطلة بطرق فعالة

أفضل طريقتين للتغلب على المماطلة

المماطلة هي واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية، سواء في العمل أو الدراسة أو حتى في المهام الشخصية. على الرغم من أنها قد تكون مسألة نفسية بسيطة في ظاهرها، إلا أنها تؤثر بشكل عميق على إنتاجيتنا ورفاهيتنا النفسية. إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال، يمكن أن تؤدي المماطلة إلى تأجيل المهام بشكل مستمر، مما يزيد من الضغط النفسي والقلق. لحسن الحظ، هناك العديد من الأساليب التي يمكن أن تساعد في التغلب على المماطلة. في هذا المقال، سنتناول طريقتين فعالتين للتغلب على هذه العادة السلبية، وهما “تقنية تقسيم المهام” و”مبدأ العمل لمدة دقيقتين”.

1. تقنية تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة

إحدى الطرق الأكثر فعالية للتغلب على المماطلة هي تقسيم المهام الكبيرة والمعقدة إلى أجزاء صغيرة يمكن إتمامها بسهولة. في كثير من الأحيان، يكون السبب الرئيس وراء المماطلة هو شعور الشخص بأن المهمة كبيرة جدًا أو معقدة لدرجة أنها تصبح مرهقة عند التفكير فيها. يمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى تأجيل البدء في العمل بشكل مستمر. ولحل هذه المشكلة، تأتي تقنية تقسيم المهام التي تساعد في جعل المهام الكبيرة تبدو أكثر قابلية للتحقيق.

كيف تعمل هذه التقنية؟

الفكرة الأساسية وراء تقسيم المهام هي أن تقسيم المهمة الكبيرة إلى أجزاء أصغر يجعلها أقل تهديدًا ويمنح الشخص شعورًا بالإنجاز بمجرد إتمام أي جزء صغير منها. هذا يشجع الشخص على الاستمرار في العمل. على سبيل المثال، إذا كانت المهمة هي كتابة بحث علمي، بدلاً من أن تتعامل مع المهمة ككل، يمكنك تقسيمها إلى أجزاء مثل:

• البحث عن المصادر.

• كتابة الفقرات الأولى.

• تحليل البيانات.

• مراجعة النصوص.

كل جزء من هذه الأجزاء يمكن أن يتم في فترة زمنية قصيرة، مما يخفف الضغط ويجعل المهمة أكثر سهولة. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون الإحساس بالإنجاز عندما تنتهي من جزء صغير من المهمة محفزًا قويًا للاستمرار في إتمام باقي الأجزاء.

تأثير تقسيم المهام على المماطلة

من خلال تقسيم المهام، يتم تقليل مشاعر الخوف والقلق المرتبطة بالمهمة الأصلية، ويصبح من الأسهل أن تبدأ العمل بشكل تدريجي. عندما تتجنب التفكير في المهمة ككل، ستجد نفسك تشعر بأنك قد بدأت بالفعل في تحقيق تقدم ملموس. كما أن الإنجازات الصغيرة يمكن أن تعزز من ثقتك في نفسك، مما يجعل من السهل إكمال المهام المتبقية.

2. مبدأ العمل لمدة دقيقتين (Two-Minute Rule)

يعد مبدأ “العمل لمدة دقيقتين” من أساليب التغلب على المماطلة الأكثر فاعلية التي طورها خبير الإنتاجية ديفيد ألين. تتلخص فكرة هذه التقنية في أنه إذا كان بإمكانك إنجاز شيء ما في أقل من دقيقتين، يجب عليك القيام به فورًا. وإذا كانت المهمة تحتاج إلى وقت أطول، يمكنك تحديد وقت محدد لبداية العمل عليها، حتى لو كان لبضع دقائق فقط. هذا المبدأ يعتمد على قاعدة بسيطة وهي أنه إذا بدأت في العمل على شيء ما حتى ولو لبضع دقائق، فإنك ستجد أن الشروع في المهمة يصبح أسهل بكثير.

كيفية تطبيق مبدأ “الدقيقتين” في حياتك اليومية؟

لتطبيق مبدأ “الدقيقتين”، يجب أولاً تحديد المهام التي يمكن أن تنجزها في هذه الفترة الزمنية القصيرة. على سبيل المثال:

• الرد على بريد إلكتروني سريع.

• ترتيب مكتبك.

• دفع فواتير عبر الإنترنت.

• إعداد قائمة مهام لليوم.

• جمع الأوراق المطلوبة لمقابلة.

عندما تبدأ في تنفيذ هذه المهام الصغيرة، ستشعر بزيادة في مستوى الإنتاجية والرضا عن الذات. الأهم من ذلك هو أنك ستصبح أكثر ميلًا للانتقال إلى مهام أكبر وأصعب بعد إتمام المهام الصغيرة، حيث يزداد تحفيزك وقدرتك على الاستمرار.

تأثير “الدقيقتين” على المماطلة

هذه التقنية فعالة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمواجهة المهام التي تبدو مملة أو متعبة. أحيانًا يكون مجرد البدء في شيء ما هو التحدي الأكبر. ولكن بمجرد أن تبدأ، حتى لو لمدة دقيقتين فقط، فإنك تشعر بأنك قد قطعت شوطًا ما، مما يجعل من السهل أن تكمل المهمة حتى النهاية. من خلال تطبيق مبدأ “الدقيقتين”، تصبح العوائق النفسية التي تمنعك من الشروع في العمل أقل تأثيرًا، وتصبح المهام أكثر قابلية للتحقيق.

الجمع بين الطريقتين

على الرغم من أن كلا من “تقسيم المهام” و”مبدأ العمل لمدة دقيقتين” يعتبران تقنيات مستقلة، إلا أنهما يمكن أن يتكاملان معًا بشكل فعّال. على سبيل المثال، يمكن تطبيق مبدأ “الدقيقتين” على المهام الصغيرة التي تقود إلى إتمام الأجزاء الأكبر من مهمة معقدة. فإذا كانت المهمة كبيرة جدًا، يمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر، ثم تحديد الوقت اللازم لإتمام كل جزء باستخدام مبدأ “الدقيقتين”.

بهذا الشكل، نكون قد تطرقنا إلى طريقتين فعالتين للتغلب على المماطلة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن التخلص من المماطلة هو عملية مستمرة تحتاج إلى ممارسة واستمرار. من خلال تطبيق هذه الأساليب بشكل منتظم، يمكنك تحويلها إلى عادات يومية تساعدك على أن تكون أكثر إنتاجية وفاعلية في جميع جوانب حياتك.